يمكن أن يكون التعافي من جراحة العظام علامة فارقة وبمثابة تحدي كبير في نفس الوقت. فإننا نعلم أن أحد أكثر الأسئلة شيوعًا التي تدور في ذهن المرضى هو ما يلي:
" متى سأعود إلى حالتي الطبيعية؟ "
في حين أن كل عملية تعافي هي حالة فريدة من نوعها، فإن فهم مراحل التعافي الأساسية العامة والعوامل المؤثرة عليها سيساعدك في السيطرة على مسارك العلاجي والانطلاق نحو رحلة الشفاء التام.
العوامل المؤثرة على سرعة التعافي
لكل شخص رحلة تعافي خاصة به. فهناك عدة عوامل يتأثر بها يمكن أن تُسرّع أو تُبطئ من شفاءك:
- نوع الجراحة
تتطلب الإجراءات طفيفة التوغل في أغلب الأحيان فترات تعافي أقصر مُقارنةً بالعمليات الجراحية الكبرى مثل استبدال المفاصل بالكامل.
- العمر والحالة الصحية العامة
يتعافى الشباب والأشخاص ذوي اللياقة البدنية الأفضل في أغلب الأحيان بشكل أسرع نظرًا لتمتعهم بحالة بدنية أفضل قبل إجراء الجراحة.
- الالتزام بالعلاج الطبيعي
يُعد اتباع برنامج العلاج الطبيعي بدقة والالتزام بتعليمات الطبيب وقيود النشاط أمر أساسي من أجل تحقيق تقدّم ثابت وفعّال.
- أسلوب الحياة
التغذية الجيدة والنوم الكافي وشرب الماء بكثرة تُسرّع من عملية الشفاء.
- المضاعفات المُحتملة
مثل العدوى أو جلطات الدم أو غيرها من المشكلات النادرة قد تؤخر عملية التعافي. لذلك، تواصل مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك في حالة ظهور أي أعراض غير طبيعية على الفور.
المراحل الأربعة لعملية التعافي
المرحلة الأولى (تبدأ من اليوم الأول إلى اليوم السابع): المرحلة الحرجة
الهدف الأساسي: تهيئة الجسم إلى رحلة تعافي سلسة.
ما الذي تتوقعه:
- السيطرة على الألم: ستعمل الأدوية التي يوصي بها فريقك الطبي على التحكم في الألم. لذلك، تحدث معنا بكل وضوح عن مستوى ألمك من أجل الحصول على رعاية مثالية.
- تقليل التورم: استخدم الكمادات الباردة، وارفع المنطقة المُصابة، وارتدي الأربطة الضاغطة وفقًا لتعليمات الطبيب.
- منع حدوث المضاعفات: من خلال حركات خفيفة للكاحل أو ممارسة تمارين عضلات الفخذ من أجل الحفاظ على الدورة الدموية وتقليل خطر الإصابة بجلطات الدم، بالإضافة إلى ممارسة تمارين التنفس العميق بهدف الحفاظ على صحة الرئة.
- الحركة المبدئية: قد يبدأ العلاج الطبيعي في غضون يوم إلى يومين، فيبدأ منذ الجلوس في السرير إلى المشي لمسافات قصيرة من خلال تلقي المساعدة.
- العناية بالجروح: تابع ظهور أي علامات للعدوى مثل الاحمرار أو وجود إفرازات.
نصيحة: اعتمد على دعم عائلتك وأصدقائك – لا تتردد في طلب المساعدة خلال هذه المرحلة المُبكرة.
المرحلة الثانية (تبدأ من الأسبوع الثاني إلى الأسبوع السادس): إعادة التأهيل المُبكر
الهدف الأساسي: استعادة القدرة الأساسية على الحركة والبدء في برنامج إعادة التأهيل المُنظّم.
ما الذي تتوقعه:
- العلاج الطبيعي: ممارسة التمارين من أجل تحسين الحركة وتقوية العضلات واستعادة نطاق الحركة الطبيعي.
- التوقف التدريجي عن استخدام أجهزة المُساعدة: تقليل الاعتماد على استخدام العكازات أو المشايات أو الدعامات بشكل تدريجي.
- السيطرة على الألم والتورم: تساعد الأدوية التي تُصرف بدون وصفة طبية واستخدام الكمادات الباردة ورفع المنطقة المُصابة في السيطرة على الألم.
- الاستقلالية اليومية: التقدم الملحوظ في أداء المهام اليومية مثل ارتداء الملابس والطهي والاستحمام. وقد يُسمح بالقيادة بعد موافقة الطبيب الجراح.
نصيحة: التزم بجدول مواعيد العلاج الطبيعي الخاص بك – فالجهود المُستمرة في الوقت الحالي تُسرع من عملية التعافي في المستقبل.
المرحلة الثالثة (تبدأ من الشهر الثاني إلى الشهر السادس): التقوية بشكل تدريجي
الهدف الأساسي: بناء القدرة على التحمل وتعزيز الثبات والاستعداد لممارسة الأنشطة اليومية.
ما الذي تتوقعه:
- ممارسة تمارين تقوية مُتقدمة: استخدام أربطة المُقاومة والأوزان الخفيفة والحركات الوظيفية من أجل تقوية العضلات المُحيطة بمنطقة الجراحة.
- تحسين التوازن والثبات: تدريبات مُوجهة لضمان تقليل خطر السقوط وزيادة الثقة بالنفس.
- زيادة مستويات الطاقة: زيادة قدرة التحمّل على المشي وركوب الدراجات وأداء المهام اليومية.
- العودة إلى العمل وممارسة الأنشطة الخفيفة: قد يبدأ بممارسة الهوايات البسيطة والوظائف المكتبية في أغلب الأحيان، بتوجيه من الطبيب المُعالج.
نصيحة: احتفل بتحقيق الإنجازات الصغيرة – فكل خطوة تُعزز دافعك من أجل الاستمرار.
المرحلة الرابعة (تبدأ من الشهر السادس إلى الثاني عشر وما بعده): التحسين والعلاج الدوائي الوقائي طويل المدى
الهدف الأساسي: تحسين النتائج ومنع حدوث الانتكاسات والعودة إلى كامل النشاط.
ما الذي تتوقعه:
- تعزيز القوة والقدرة على التحمل إلى أقصى حد: تجاوز الحدود بشكل تدريجي من أجل بناء القدرة على التحمل والقوة.
- العودة إلى ممارسة الرياضة أو الهوايات النشطة: إعادة إدخال تدريجي للأنشطة مثل التنس أو الجولف أو السباحة تحت إشراف مُتخصص.
- الحفاظ على التقدم: المواظبة على ممارسة التمارين المنزلية المُنتظمة لتجنب حدوث تراجع في الأداء.
- اعتبارات جديدة لأسلوب الحياة: قد يلزم إجراء تعديل لبعض الأنشطة عالية التأثير أو تجنبها من أجل حماية المفاصل.
نصيحة: تحلى بالصبر – لا تتسرّع في ممارسة الحركات العنيفة. فقد يحتاج مفصلك أو العضو الذي تم إصلاحه إلى رعاية طويلة المدى.
الخطط العلاجية لرحلة تعافيك
جراحة العظام ليست النهاية، بل هي الخطوة الأولى نحو حياة أكثر حركة وخالية من الألم. فمن خلال فهم مراحل التعافي والتغلب على التحديات وطلب المشورة من الخبراء، فإنك تُهيئ نفسك لتحقيق نجاح دائم.
تواصل معنا اليوم على الرقم 8008020 لوضع خطة تعافي شخصية مُصممة خصيصًا لعمليتك الجراحية وأهدافك. وسوف نساعدك على تحقيق أفضل قوة ومرونة وجودة حياة.
